وعنه صلى الله عليه وآله [ ]أنه قال: ((إذا كان يوم القيامة [10ب] يقول الله تعالى للمجاهدين والعابدين ادخلوا الجنة، فيقول العلماء بفضل علمنا تعبدوا وجاهدوا يا رب، فيقول تعالى: أنتم عندي كملائكتي اشفعوا تشفعوا ثم ادخلوا الجنة)) إلى غير ذلك من الأخيار .
وأما الإجماع: فلاخلاف في فضل العلم على سبيل الجملة.
[الفصل الرابع]
وأما الفصل الرابع: وهو فضل هذا الفن، وبيان مرتبته على سائر الفنون فبدأ تفسير كلام الشيخ رضي الله عنه قوله رحمه الله أما بعد:
فاعلم أن هذه اللفظة من أفصح كلام العرب، واختلف في أول من قالها فقيل أول من قالها قس بن ساعدة وهو من فصحاء العرب، وهو من المبشرين بالنبي قبل البعثة، وقيل: أول من قالها داود عليه السلام وهو المراد بقوله تعالى [ ]:{وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب}. وقيل: أول من قالها علي عليه السلام.
وقوله فإن مدة العمر قصيرة لما روي عن النبي صلى الله عليه وآله [ ] أنه قال: ((معترك المنايا ما بين الستين إلى السبعين. وقال: أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين)). يعني صلى الله عليه وآله الأغلب فيمن عمر أنه لا يعمر إلا هذا المقدار وإن جاء أكثرا؛ لأن هذا هو الأغلب.
قوله وفنون العلم كثيرة وأعلم أنها أربعة علم أديان، وعلم لسان، وعلم أبدان وعلم أزمان، وإن شئت قلت: ديني ودنيوي.
فالديني الأصولان والفقه والفرائض والنحو واللغة، والكتاب والسنة والمنطق والناسخ والمنسوخ.
والدنيوي وعلم الطب وعلم الحساب [10ب]، وعلم اللسان كالنحو واللغة إذا قصد بهما غير معرفة الكتاب والسنة.
وقوله: وإن أنفسه فائدة وأعظمه منفعة علم الكلام، وله أسماء التوحيد والعدل والأصول وعلم الكلام، وسمي علم الكلام لوجهين:
أحدهما: أنه أوسع الفنون كلاما وأكثرها أدلة وحججا.
صفحة ١٩