قلنا: من غير واسطة، احتراز من الأئمة والعلماء، فإنهم وإن تحملوا الشرائع والأحكام عن الله تعالى إلى عباده، ولكنهم يحملونها بواسطة الأنبياء.
وقلنا ببينة: احتراز من الواسطة التي ليست بينة.
والنبوة تستعمل في اللغة مهموز فهي مأخوذة من الإنباء وهو الإخبار قال تعالى [ ]:{من أنبأك هذا} أي أخبرك، وإن استعملت غير مهموز فهي مأخوذة من الرفعة.
وأما قوله: اصطفاه، فقد بينا أن الاصطفى والاجتباء والارتضى بمعنى واحد، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم مصطفى لما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال [ ]: ((إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من ولد إسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريش، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم)).
وأما قوله: وأيده معناه قواه بالرسالة، والرسالة تستعمل في أصل اللغة والاصطلاح.
أما في اللغة: فالألوكة.
وأما في اصطلاح المتكلمين: فمعناه والنبوة واحد على ما تقدم.
وأما قوله: وفضله على سائر أنبيائه، فالدليل على أنه أفضل الأنبياء وجهان:
أحدهما: أن شريعته دائمة إلى يوم القيامة.
وقد قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم [ ]:((من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة)).
فخرج من هذا أنه أكثر الأنبياء ثوابا؛ لأن أتباعه أكثر الأتباع، وشريعته أدوم [7ب] الشرائع بخلاف غيره من الأنبياء، فإن منهم من بعث إلى قومه، ومنهم من بعث إلى أهل بيته.
الوجه الثاني: ما يدل على أنه أفضل الأنبياء قوله: (( أنا سيد ولد آدم ولا فخر وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر، وأنا أول شافع مشفع ولا فخر)).
فإن قيل: فما تقولون في قوله صلى الله عليه وآله وسلم [ ]:((لا تفضلوني على أخي يونس فإنه يرفع له في كل يوم مثل ثواب أهل الأرض)).
قلنا: قد دللنا على أنه أفضل أهل الأنبياء، تأويل الخبر على أحد وجهين:
صفحة ١٣