ذكر الأمراء السامانية ومقادير أيامهم من حيث نجمت دولتهم إلى
أن ورثها السلطان يمين الدولة وأمين الملة
كان ملك آل سامان بما وراء النهر وسائر بلاد خراسان بما ينضاف إليها في الوقت بعد الوقت من كور: سجستان وكرمان وجرجان وطبرستان والري إلى حدود أصفهان مائة سنة وسنتين اثنتين «1»، وستة أشهر، وعشرة أيام «2». فأولهم أبو إبراهيم إسماعيل بن أحمد وهو الذي قبض على عمرو بن الليث بناحية بلخ يوم الثلاثاء النصف من شهر ربيع الأول «3» سنة سبع وثمانين ومائتين، وولي خراسان ثماني سنين، ومضى لسبيله ببخارى ليلة الثلاثاء لأربع عشرة ليلة خلت من صفر سنة خمس وتسعين ومائتين منعوتا بالعدل والرأفة، موسوما بطاعة الخلافة.
وقام بعده «4» أبو نصر أحمد بن إسماعيل، فملك [108 أ] ست سنين وثلاثة أشهر. وفتك به نفر من غلمانه بفربر ليلة الخميس لسبع بقين من جمادى الآخرة. وكان مقتديا بأبيه في إيثار النصفة، واختيار الأحدوثة الحسنة اقتداء الأبناء بالآباء في اختيار أفضل السنن، واتباع أحمد السنن «5» إلى أن طوت الدنيا صحائف أيامهم كعادتها في الذين خلوا من قبل، ولن تجد لسنة الله تبديلا «6».
صفحة ١٩٨