وكان داود أيضا يقتني الترافيم. فلما بحث عنه الجند ذات يوم لينفذوا فيه أمر الملك شاول بقتله هربته امرأته ميكال بنت شاول: «فأنزلت ميكال داود من الكوة. فذهب هاربا فأخذت ميكال الترافيم ووضعته في الفراش ووضعت لبدة المعزى تحت رأسه وغطته بثوب» (1 صموئيل 19: 12-13).
وبعد ذلك بزهاء ثلاثة قرون؛ أي في القرن الثامن ق.م كان النبي هوشع يعد الترافيم شيئا لا غناء عنه في العبادة؛ فهو يتحدث إلى العاهرة التي اشتراها بخمسة عشر شاقلا من الفضة منبئا إياها أن البلاد أوغلت في الإثم ولجت في المعصية، فكتب عليها يهوه أن تمر بها أوقات عصيبة يبلغ من هول المحنة فيها أن تزول منها الترافيم: «وقلت لها تقعدين أياما كثيرة لا تزني ولا تكوني لرجل، وأنا كذلك لك؛ لأن بني إسرائيل سيقعدون أياما كثيرة بلا ملك وبلا رئيس وبلا ذبيحة وبلا تمثال وبلا أفود وترافيم.»
وعبدوا الإنسان. «وعاد بنو إسرائيل يعملون الشر في عيني الرب، فشدد الرب عجلون ملك موآب على إسرائيل، لأنهم عملوا الشر في عيني الرب.
فجمع إليه بني عمون وعماليق، وسار وضرب إسرائيل، وامتلكوا مدينة النخل.
فعبد بنو إسرائيل عجلون ملك موآب ثماني عشرة سنة» (قضاة 3: 12-14). (18) في سبيل التوحيد
كان العبريون منذ زمن سحيق يعبدون يهوه مجسما في صورة أسطوانة من الحجر، أو هم - بتعبير آخر - كانوا قد نحلوا معبودهم الحجري هذا صفة الألوهية وأطلقوا عليه اسم يهوه ، فكيف أصبح هذا العمود القومي المقدس إلها قادرا على كل شيء، وكيف صارت بهم الحال إلى الوحدانية؟
ألا إنما يرجع الفضل في ذلك إلى أمرين: (1)
الوضع الاجتماعي والسياسي لأسباط بني إسرائيل خلال المدة التي تبدأ بالقرن التاسع ق.م وتنتهي بالقرن الخامس ق.م. (2)
نزعة خاصة في عقول الساميين إلى التوحيد، ومن بدوات
165
صفحة غير معروفة