وكان يزيد بن أبي مسلم - واسم أبي مسلم: دينار - من موالى ثقيف، وليس مولى عتاقة، وكان أخا الحجاج من الرضاعة، يتقلد للحجاج ديوان الرسائل، وكنيته أبو العلاء، وكان الحجاج يجري له في كل شهر ثلاث مئة درهم، يعطي امرأته منها خمسين درهما، وينفق في ثمن اللحم خمسة وأربعين درهما، وينفق باقيها في ثمن الدقيق وباقي نفقته، فإن فضل منها شيء ابتاع به ماء وسقاه المساكين، وربما ابتاع قطفا ففرقها فيهم، وهو مع ذلك يقتل الحلق للحجاج. وحكي أن الحجاج عادة من علة، فوجد بين يديه كانونا من الطين، ومنارة من خشب. فقال له: يا أبا العلاء، ما أرى رزقك يكفيك. قال: إن كانت ثلاث مئة لا تكفيني، فثلاثون ألفا لا تكفيني.
صفحة ٣٣