كما قال تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} الآية. وأمة محمد ( [صلى الله عليه وسلم] ) هم الذين أورثوا الكتاب بعد الأمم المتقدمة. وليس ذلك مختصا بحفاظ القرآن بل كل من آمن بالقرآن فهو من هؤلاء. وقسمهم إلى ظالم لنفسه، ومقتصد، وسابق بالخيرات. بخلاف الآيات التي في الواقعة والمطففين، والانفطار والإنسان. فإنه دخل فيها جميع الأمم المتقدمة كافرهم، ومؤمنهم.
وهذا التقسيم لأمة محمد [صلى الله عليه وسلم] . فالظالم لنفسه أصحاب الذنوب المصرون عليها. والمقتصد المؤدي للفرائض المجتنب للمحارم، والسابق بالخيرات هو المؤدي للفرائض والنوافل المجتنب للمحرمات والمكروهات كما في تلك الآيات.
ثم ذكر الله سبحانه المفاضلة بين أوليائه المؤمنين، فقال: {انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا} . بل بين سبحانه التفاضل بين أنبيائه فقال: {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض، منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس} . وقال تعالى: {ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داود زبورا} .
صفحة ٢٣١