وأما الأحاديث فأكثر من أن تحصر، وأشهر من أن تذكر، فنذكر منها نزرا يسيرا تبركا بالجناب العلي، وتشرفا بخدمة مولانا علي.
منها: حديث غدير خم المشهور:
وهو ما أخرجه كثير من المحدثين، ورواه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثون صحابيا، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جمع الصحابة رضي الله عنهم مرجعه من حجة الوداع بالغدير المذكور، وخطب وكرر عليهم: ((ألست أولى بكم من أنفسكم))؟ ثلاثا، وهم يجيبون بالتصديق والإعتراف، ثم رفع يد علي -عليه السلام- وقال: ((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وابغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار)) فكيف يسوع الاعتذار لمن خالف بعد هذا النص عليا؟ وبم يلقى الله من لم يكن له مواليا ووليا.
وما أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما، عن جماعة من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وآله استخلف عليا كرم الله وجهه على المدينة لما خرج إلى تبوك فقال له: يارسول الله تخلفني في النساء والصبيان، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي)).
وأخرجا أيضا، والطبراني، والبزار عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال يوم خيبر: ((لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله)) فأعطاها عليا كرم الله وجهه.
صفحة ١٠٧