فإن موالاة آل محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فرض على البرية محتوم، والتدين بحبهم بالضرورة من الدين معلوم، خصوصا الإمام المجتبى والولي المرتضى يعسوب الدين ومولى كافة الموحدين، قرين التنزيل، وعيبة العلم الجزيل، أمير المؤمنين وأخا سيد المرسلين، عنصر الأطايب على المطالب علي بن أبي طالب -عليه السلام-، وزكي التحية والإكرام، وذلك لما ورد من عظم التنويه بقدره وقدر بيته.
ولنغترف الآن نبذ الولاية غرفة من يم فضلهم الذي ليس لقعره غاية، ومن ثم قال أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله مع غيره من علماء الصدر الأول كإسماعيل القاضي، والنسائي، وأبي علي النيسابوري رحمهم الله: ما جاء لأحد من الفضائل ما جاء لعلي -عليه السلام-، ولم يرد في حق أحد من الصحابة رضي الله عنهم أكثر مما جاء فيه.
وقد أخرج ابن عساكر عن حبر الأمة، وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (ما نزل في أحد من كتاب الله عز وجل ما نزل في علي كرم الله وجهه).
وأخرج عنه أيضا قال: (نزلت في علي ثلاثمائة آية).
وأخرج الطبراني، وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما أنزل الله: {ياأيها الذين آمنوا} إلا وعلي أميرها وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم في غير مكان، وما ذكر عليا إلا بخير.
وقال ابن عباس: (كانت لعلي -عليه السلام- ثماني عشرة منقبة ما كانت لأحد من هذه الأمة).
صفحة ١٠٦