فلنرجع إلى العرض فنقول: أصل الحديث راجع إلى القرآن، وإنما هو تفصيل لمجمله فاعتمد على القرآن وما في الصحاح المذكورة، وقس على ذلك جميع ما ورد عليك من الحديث، فما وافقه فلا تتلعثم في قبوله، ولينشرح صدرك له، ولا تستبعد أن يكون في الصحاح المذكورة أصل لكل حديث يرد عليك، أو معنى يقويه أو يضعفه، لكن تحتاج إلى تعاهدها وتذكارها، فإن أهل الحديث قد جمعوا معاني الحديث إلى أحاديث يسيرة حتى قال بعضهم: إن أربعة أحاديث تجمع ذلك على وجه وقع لهم ورأوه، وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((الحلال بين والحرام بين وبين ذلك أمور مشتبهات، فمن اتقى الشبهات استبرئ لعرضه ودينه، ومن واقع في الشبهات يوشك أن يواقع الحرام، كالمرتعي حول الحمى يوشك أن يواقعه، ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله في أرضه محارمه...)) الحديث، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ((من حسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه)).
وقوله -عليه السلام-: ((إنما الأعمال بالنيات وأنما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله...)) الحديث.
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لرجل يوصيه وقد سأله أن يوصيه: ((لاتغضب)).
وقال آخرون: بل الواقع قوله لرجل وقد قال له دلني على عمل إذا عملته أحبني الله، وعمل إذا عملته أحبني الناس.
فقال: ((ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس وانبذ إليهم بما في يديك يحبك الناس)).
صفحة ١٠٢