33

الوسيط في تفسير القرآن المجيد

محقق

الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الشيخ علي محمد معوض، الدكتور أحمد محمد صيرة، الدكتور أحمد عبد الغني الجمل، الدكتور عبد الرحمن عويس

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

الخبر. فصلحت: هذا، لأنه قرب من جوابه فصار كالحاضر الذي تشير إليه، وصلحت: ذلك لانقضاء كلامه، والمنقضي كالغائب. وذكر ابن الأنباري لهذا شرحا شافيا فقال: إنما قال عز ذكره: ذلك الكتاب، فأشار إلى غائب، لأنه أراد: هذه الكلمات يا محمد، ذلك الكتاب الذي وعدتك أن أوحيه إليك، لأن الله تعالى لما أنزل على نبيه ﵇:] إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا﴾ [سورة المزمل: ٥] كان واثقا بوعد الله إياه، فلما أنزل الله تعالى عليه: ﴿الم ﴿١﴾ ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ﴾ [البقرة: ١-٢] دله على الوعد المتقدم. وقال الزجاج: القرآن: ذلك الكتاب الذي وعدوا به على لسان موسى، وعيسى. فجعل الم بمعنى القرآن، لأنه من القرآن. والكتاب مصدر كتبتُ، ويسمى المكتوب كتابا، كما يسمى المخلوق خلقا، والمفعول يسمى بالمصدر، يقال: هذا درهم ضرب الأمير. أي: مضروبه، وهذا الثوب نسج اليمن. أي: منسوجه. وأصل الكتب فِي اللغة: الجمع والضم، يقال: كتبت البغلة. إذا ضممتَ بين شفريها بحلقة، وكتبت السقاء. إذا خرزته، والكتب: الخروز، واحدتها: كتبة، والكتابة: جمع حرف إلى حرف. والمراد ب الكتاب ههنا: القرآن، فِي قول جميع المفسرين. قوله: لا ريب فِيهِ: الريب: الشك، قال أبو زيد: يقال: رابني من فلان أمر رأيته منه ريبا. إذا كنت مستيقنا منه الريبة، فإذا أسأت به الظن ولم تستيقن بالريبة منه قلت: قد أرابني من فلان أمر هو فِيهِ. إذا ظننته من غير أن تستيقنه. قال سيبويه: «لا» تعمل فيما بعدها فتنصبه، ونصبها لما بعدها كنصب «إنَّ»، إلا أنها تنصب بغير تنوين، وإنما شبه «لا» ب «إنَّ»، لأن «إن» للتحقيق فِي الإثبات و«لا» فِي النفي، فلما كان لا تقتضي تحقيق النفي كما تقتضي «إن» تحقيق الإثبات أجري مجراه، وهي مع ما بعدها بمنزلة شيء واحد.

1 / 77