ويصنع في مدينة تيوت القرطواني الفاخر (78) الذي يسمى المراكشي في إيطاليا.
وتباع هذه الجلود بستة دنانير لكل اثني عشر، وفي فاس بمبلغ ثمانية دنانير (79).
وفي الجزء التابع لمنطقة تيوت والذي يقع من طرف الاطلس باتجاه الجنوب (80) تكون بقاعه المجاورة مزدانة بالعديد من القرى والمداشر، ولكن في اتجاه الغرب تصبح هذه المنطقة خاوية لان السهل يكون هنا بيد العرب. ويوجد في وسط تيوت جامع فسيح يدعى الجامع الكبير، وقد أجري في وسطه فرع من النهر. ورجال هذه البلدة بطبيعتهم رهيبون ويعيشون باستمرار في حالة حرب فيما بينهم، ومن النادر ان يقيموا في سلام.
ولكل من أجزاء المدينة الثلاثة زعيم، وتتألف الحكومة من مجلس يضم الثلاثة، ولكن منصبهم لا يدوم اكثر من ثلاثة أشهر. وكساء اكثرية الناس هنا مثل اهل حاحه. ويلبس بعضهم الجوخ الصوفي، ويلبسون قميصا ويضعون عمامة فوق رأسهم، وهي من قماش أبيض.
وتساوي قيمة الكنا (81) من جوخ خشن، مثل الفيجيت (82) حوالي دينار ونصف. أما قطعة قماش الكتان البرتغالي أو الفلمنكي، من النوع المتوسط الخشونة، فتساوي أربعة دنانير، وطول كل قطعة أربعة وعشرون ذراعا توسكانيا (83).
وفي هذه المدينة قضاة وفقهاء لا طاعة لهم إلا في المادة الدينية. أما في الدعاوى المدنية فإن الذي عنده أقارب اكثر هو الذي يتمتع بحظوة أعظم. وإذا حدث وقتل رجل ما آخر، فإن أقارب القتيل لهم الحق في قتله وهنا تكون القضية قد انتهت. وإذا لم يكن بمقدورهم قتله، فإن هذا القاتل ينفى من البلد لمدة سبعة أعوام، أو يبقى في المدينة رغما عنهم. وإذا أبعد عن البلد فهذا هو عقابه، وعند انقضاء مدة النفي يقوم بصنع وليمة
صفحة ١٢٨