تيوت، مدينة في السوس
تيوت مدينة قديمة بناها الأفارقة في سهل بديع جدا. وتقسم الى ثلاثة أجزاء، يبتعد كل واحد عن الآخر بحوالي الميل، فتشكل مثلثا. وتضم إجمالا حوالي ألف عائلة.
ويمر نهر السوس من جوارها (74). وتنتج هذه المنطقة الوفير من القمح، والشعير وحبوبا أخرى وبقلا. كما تنمو فيها كمية كبيرة من قصب السكر. ولما كانوا يجهلون طبخه وتصفيته، فإن سكرهم يكون اسود اللون. ويأتي تجار كثر من فاس ومن مراكش ومن بلاد السودان لشراء السكر من تيوت وفيها أيضا كمية طيبة من التمور.
والنقد الوحيد المتعارف عليه هنا هو الذهب الصافي (75). ولا يوجد في المنطقة سوى القليل من الفضة، والنسوة هن اللواتي يحملن هذا القليل من الفضة على شكل حلى، وعوضا عن الربعية (76) يتداول الأهالي قطعا من حديد وزن الواحدة حوالي أونسة.
ولا نجد سوى القليل من الفاكهة فيما عدا التين والعنب والتمر. والزيتون لا ينمو هنا. ولكن يجلب اليها الزيت من بعض جبال مراكش ويباع في السوس بسعر خمسة عشر دينارا للقنطار الذي يعادل مائة وخمسين رطلا إيطاليا. ونظرا لعدم وجود عملة مسكوكة، فإن أونسة الذهب تعادل سبعة دنانير وثلث دينار. والأونسة هي نفس الأونسة الإيطالية، ولكن الرطل يعادل ثماني عشرة أونسة، ومائة رطل تعادل قنطارا والسعر العادي للشحن، عندما لا يكون غاليا ولا رخيصا جدا، هو دينار واحد لكل ثلاثة أحمال إبل، ويزن كل حمل مائة وخمسين رطلا إيطاليا، هذا في أثناء فصل الشتاء، أما في الصيف فإن أجر خمسة أو ستة أحمال يبلغ دينارا واحدا (77).
صفحة ١٢٧