131- قال: وحدثني أسد بن موسى، عن شعبة بن الحجاج، عن مجاهد في قول الله تعالى: {ويدخلهم الجنة عرفها لهم} قال: يعرفون منازلهم منها حين يدخلونها، فإذا دخلوها كانوا بها أعرف من أحدكم بمنزله في الدنيا إذا انصرف من الحمة قاله ابن عباس.
ما جاء في أهل الأعراف، وتفسير الأعراف
حدثنا عبد الملك بن حبيب في قول الله تعالى: {وبينهما حجاب} يعني الجنة، والنار، وهو السور المضروب بين الجنة والنار، حيث يقول عز وجل في كتابه: {يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين/ ءامنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب} يعني: النار، فهو الحجاب، وهو السور وهو الأعراف الذي قال الله عز وجل: {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم}، وهم قوم من المسلمين يحبسون على ذلك السور الذي سماه الله الأعراف، وسماه الحجاب حتى يقضي بين الناس، ويصير أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار، ثم يصيرون إلى الجنة برحمة الله، وهم صنفان: صنف قتلوا في سبيل الله بمعصية آبائهم، فمنعهم قتلهم في سبيل الله من النار، ومنعهم معصية آبائهم من الجنة، وصنف استوت حسناتهم وسيئاتهم فجاوزت بهم حسناتهم النار، وقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة فيحبسون على الأعراف، وهو السور المضروب بين الجنة والنار حتى يقضى بين الناس، وقوله: {يعرفون كلا بسيماهم} يعرفون من دخل ببياض وجهه، ونضارة لونه، وحسن خلقه، ويعرفون من دخل النار بسواد وجهه، وزرقة عينيه، وقبح حاله، فإذا نظروا إلى أهل الجنة، قالوا: سلام عليكم، قال الله تعالى: {لم يدخلوها وهم يطمعون}، يعني في دخولها، {وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين. ونادى أصحاب الأعراف/ رجالا يعرفونهم بسيماهم} يعني بسيما أهل النار، قالوا: {ما أغنى عنكم جمعكم} يعني في الدنيا، {وما كنتم تستكبرون} يعني عن عبادة الله، وعلى أولياء الله، {أهؤلاء} يعني أهل الجنة {الذين أقسمتم}، يعني في الدنيا {لا ينالهم الله برحمة}، انقضى كلامهم، ثم قال لهم الله عز وجل: {ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون}.
قال عبد الملك: فها هنا دخلوها، والحمد لله رب العالمين هكذا حدثني أسد بن موسى، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في تفسير ذلك كله.
صفحة ٤٢