130- قال: وحدثني علي بن معبد، عن المعتم بن سليمان، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: إذا دخل الرجل من أهل الجنة أخذ بيده الملك الذي كان يكتب صالح عمله، فيقول له: تعال يا ولي الله حتى أريك ما أعد الله لك من/ الكرامة، فيستقبل به قصرا من فضة، وشرفه من ذهب فيه عشرة آلاف غلام مثل اللؤلؤ المكنون معهم الحلي، والحلل، وآنية الفضة، وأكواب الذهب لا يكبرون، ولا يهرمون، فيدخلونه، فيرى ما أعد الله له من الكرامة، فيهوي، يريد أن ينزل، فيقول له الملك الذي معه: ما تريد؟ فيقول: أريد أن أنزل إلى كرامة الله، فيقول له الملك: تقدم، فإن لك هذا وأكثر منه، فيسير، فيرفع له قصرا من ذهب شرفه فضة فيه عشرة آلاف غلام مثل اللؤلؤ المكنون معهم الحلي، والحلل، وآنية الفضة، وأكواب الذهب لا يكبرون، ولا يهرمون، فيدخل، فيرى ما أعد الله له من الكرامة، فيريد أن ينزل، فيقول له الملك: ما تريد يا ولي الله؟ فيقول: أريد أن أنزل إلى كرامة الله، فيقول: تقدم فإن لك هذا، وأفضل منه فيسير، فيرفع له قصر من در شرفه الياقوت فيه عشرة آلاف غلام مثل اللؤلؤ المكنون معهم الحلي، والحلل، وآنية الفضة، وأكواب الذهب في كل قصر من هذه القصور الأزواج، والخدم والأنهار كما قال الله تعالى، فيدخل فيرى ما أعد الله له من الكرامة، فيريد أن ينزل، فيقول له الملك: ما تريد؟ فيقول: أريد أن أنزل إلى كرامة الله، فيقول له الملك: تقدم، فإن لك هذا وأفضل من هذا، فما يزال كذلك من قصر إلى قصر حتى ينتهي به إلى قصر من/ نور فيه عشرة آلاف غلام مثل اللؤلؤ المكنون معهم الحلي، والحلل وآنية الفضة، وأكواب الذهب عليهم أوصاف جميع أهل الدنيا من الجن، والإنس لأوسعهم من أدنى قصوره، وعلى كل قصر قهرمان عليه من البهاء، والنور ما شاء، فيرحبون به في كل قصر، ويصنعون به من اللطف والترحيب كما كان يصنع بالحميم في دار الدنيا، وقد سبق أول الخدم إلى الأزواج، فيبشرونهن بدخوله الجنة، وتقول الزوجة منهن: أنت رأيته بعينك؟ فيقول: نعم، فتقول: فلان بن فلان بعينه؟ فيقول: نعم نعم فيستخفها الفرح شوقا إليه، فيلتقيان على باب القصر هذا من والج، وهذا من خارج، ثم تأخذ، فترحب به حتى يجلس على سريره.
صفحة ٤١