117

============================================================

الا فتمسكوا بكل مجمع عليه، ولم تختلف الأمة فيه من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وحدوده وفرائضه وشرائع دينه، وجميع ما آجمع عليه السلف ففيه الرشد والحق. فإنه بلغنا أن رسول الله قال : "لا يجمع الله أمتي على ضلال "(1).

وهو قوله الحق، وما إجتمعوا عليه فهو الصواب لا شك فيه، وإنا دهاهم الشيطان بالاختلاف الا فاتقوا التعمق فيما اختلفوا فيه، فإن لكم فيما اجتمعوا عليه من حدود الدين شغلا شاغلا فيما لم تنالوا علمه أبدا. وقد بلغني أن وهب بن منبه قال : " كان في المسجد الحرام قوم يتكلمون بالجبر والقدرية، فقلت : إني قرأت اثنين وسبعين كتابا أنزلت من السماء، وشاركت الناس في علومهم، وعلمت كثيرا مما لم يعلم الناس، فوجدت أنطق الناس بهذا الأمر أجهلهم به، ووجدت أسكتهم عنه أعلمهم به، ووجدت الناظر فيه كالناظر في شعاع الشمس، كلما ازداد فيه نظرا ازداد فيه تحيراه وبلغنا أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : " إياكم والحصومات في الدين فإنها تشغل القلب، وتزرع النفاق في القلب" وبلغنا أن بعض أهل العلم عهد إلى أخوانه فقال : "بسم الله الرحمن الرحيم . أما بعد: فاعلموا أن هذه الأهواء قد تركت في الناس، والمخرج من ذلك أن تلزموا ما اجتمعوا عليه، وأن تقفواعند ما اختلفوا فيه فإن البر والفاجر كلهم مجمعون بالله على أن الله(1) حق، والرسول عليه السلام حق، والقرآن والرسل حق، والكتاب والملائكة حق، والبعث والجنة والنار حق، ليس بينهم إختسلاف، وأن الصلوات الخمس بوضوئها والغسل من الجنابة، وصوم شهر رمضان، والزكاة والحج، وبر الوالدين، وأداء (1) والمراد : إجماع أهل العلم الذين يخشون الله لا إجماع سواد الأمة من الجهال .

والحديث أخرجه: الدارمي في مستده، الباب * من المقدمة (2) في الأصل : بالله

صفحة ١١٧