21

وسطية أهل السنة بين الفرق

الناشر

دار الراية للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى ١٤١٥هـ

سنة النشر

١٩٩٤م

تصانيف

ومنها: قوله ﷺ: "إني فرطكم" ١ ومعنى فرطكم؛ أي: السابق٢ والمتقدم. ٤- الجفاء، والجفو: في اللغة: "الجيم والفاء والحرف في المعتل "جفو": يدل على أصل واحد، نبو الشيء عن الشيء. من ذلك جفوت الرجل أجفوه. وجفا السرج عن ظهر الفرس، وأجفيته أنا وكذلك كل شيء إذا لم يلزم شيئًا يقال: جفا عنه يجفو. والجفاء: خلاف البر، والجفاء: ما نفاه السيل، ومنه اشتقاق الجفاء. قاله ابن فارس٣. الجفاء في استعمال الشرع: وقد وردت هذه المادة في القرآن الكريم في موضع واحد في قوله ﷿: ﴿كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً﴾ ٤. قال الزجاج في "معاني القرآن": "والجفاء ما جافا الوادي؛ أي: رمى به"٥. وفي السنة: وردت هذه المادة في عدد من الأحاديث: منها قوله ﷺ في الحديث الذي ذكر فيه الخصال التي إذا فعلتها الأمة حل بها البلاء: "وأطاع الرجل زوجته، وعق أمه، وبر صديقه، وجفا أباه" ٦ فالجفاء هنا خلاف البر كما هو واضح.

١ خ: مناقب، باب ما يحذر من زهرة الدنيا ١١/ ٢٤٤ ح ٦٤٢٦. ٢ فتح الباري ١١/ ٢٤٥. ٣ معجم مقاييس اللغة ١/ ٤٦٥- ٤٦٦. ٤ سورة الرعد آية ١٧. ٥ ٣/ ١٤٥. ٦ ت: الفتن، باب ما جاء في علامة حلول المسخ والخسف، ٤/ ٤٩٤ ح ٢٢١٠.

1 / 27