تحذير أهل الأيمان عن الحكم بغير ما أنزل الرحمن
الناشر
الجامعة الإسلامية
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٠٧هـ
مكان النشر
المدينة المنورة
تصانيف
وفي الصحيحين عنه ﷺ: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده وأهله والناس أجمعين".
وفيهما " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار".
وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ .
فالواجب على كل أحد آمن بالله واليوم الآخر محبة الله ورسوله المحبة الصحيحة الصادقة التي تقتضي المتابعة والموافقة في حب المحبوبات وبغض المكروهات.
قال أبو يعقوب النهرجوري: "كل من ادعى محبته تعالى ولم يوفق الله في أمره فدعواه باطلة".
وقال يحيى بن معاذ الرازي: "ليس بصادق من ادعى محبة الله ولم يحفظ حدود الله. فمن ادعى أنه يحب الله ورسوله فيفترض عليه أن يبذل وسعه ويسعى جهده في إقامة حدود الله ونصرة دينه بالقول والفعل والمال وكل ممكن، فإن علامة المحب الصادق أن يسعى في حصول محبوبات محبوبه ويبذل جهده وطاقته فيها. وإلا فلو رأى محارم الله تنتهك وهو ساكت لا يغار ولا يغضب كما لو تعدى على أدنى حقوقه فهو حينئذ كذاب كذاب لا نصيب له من المحبة إلا مجرد الدعوى".
1 / 41