تحذير أهل الأيمان عن الحكم بغير ما أنزل الرحمن
الناشر
الجامعة الإسلامية
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٠٧هـ
مكان النشر
المدينة المنورة
تصانيف
بخلاف أولى الأمر فإنهم أيا كانوا العلماء والأمراء. أو العلماء فقط أو الأمراء فقط لا تجب طاعتهم إلا تبعا لطاعة الرسول، فمن أمر منهم بطاعة الرسول وجبت طاعته ومن أمر بخلاف ما جاء به الرسول فلا سمع له ولا طاعة.
كما صح عنه ﷺ أنه قال: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".
وقال: "إنما الطاعة في المعروف". وهو ما وافق ما جاء به الرسول،
ولهذا لم يأمر بطاعة أولى الأمر استقلالا بل حذف الفعل، وجعل طاعتهم في ضمن طاعة الرسول إيذانا بأنهم إنما يطاعون تبعا لطاعة. الرسول.
وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ .
فأفاد أن آية محبة الله إتباعه ﷺ فيما جاء به، فمن لم تتحق فيه هذه العلامة فهو ليس بمحب لله وهو كذلك، فإن دعوى المحبة مع المخالفة من الحماقات الظاهرة والأكاذيب التي لا تخفى على أحد.
ولذلك يقول القائل وقد أجاد فيما أفاد:
تعصى الإله وأنت تزعم حبه ... هذا لعمري في القياس شنيع
لو كان حبك صادقا لأطعته ... إن المحب لمن يحب مطيع
وصح عن النبي ﷺ أنه قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ولا يزيغ عنه".
1 / 40