تحذير أهل الأيمان عن الحكم بغير ما أنزل الرحمن
الناشر
الجامعة الإسلامية
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٠٧هـ
مكان النشر
المدينة المنورة
تصانيف
فخص المؤمنين بدفاعه عنهم ونصره لهم، وجعل العلة في ذلك أنه لا يحب أضدادهم.
فإذا كان قد كتبها له ولرسله وأتباعهم وأوليائهم وخصهم بالدفاع عنهم، وعلل ذلك بأنه لا يحب الخوان والكفور، وكان من المحال أن تكون الغلبة لأعدائه وأعداء رسله، وهم الخونة الذين يخونون الله والرسول ويخونون أماناتهم ويكفرون نعم الله عليهم ويغمطونها.
ولا ينافي ذلك انهزامهم في بعض المشاهد وما جرى عليهم من القتل في بعض المغازي، فإن الغلبة كانت لهم ولمن بعدهم في العاقبة وكفى بمشاهد رسوله الله ﷺ والخلفاء الراشدين مثلا يحتذى عليها وعبرا يعتبر بها.
وعن الحسن ﵁: "ماغلب نبي في حرب ولا قتل فيها"، ولأن قاعدة أمرهم وأساسهم والغالب منه هو الظفر والنصرة وإن وقع في تضاعيف ذلك شوب من الابتلاء والمحنة لرفع درجاتهم، وزيادة أجورهم ومثوباتهم والحكم للغالب.
وبالجملة فقد ضمن الله ﵎ لكل من نصر دينه المبين. وأطاع رسوله الأمين أن ينصره في الدنيا والآخرة فمن خذل دينه وخالف رسوله استحق أكبر العذاب وأشد النكال في الدارين ولم يغن عنه لا مال ولا أحد من الله فتيلا.
ألا ترى أن أهل أُحد لما أمرهم رسوله الله ﷺ أن يثبتوا في مكانهم عند الجبل ولا يزايلوه سواء كانت الدولة للمسلمين أوعليهم فلما أقبل المشركون جعل الرماة يرشقون خيلهم والباقون يضربونهم بالسيوف
1 / 28