ورد الطائف في شرح روضة الطرائف في رسم المصحف

محمد عبد الله إبراهيم البركاتي ت. غير معلوم
150

ورد الطائف في شرح روضة الطرائف في رسم المصحف

الناشر

دار طيبة الخضراء

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٣ هـ - ٢٠٢١ م

مكان النشر

مكة المكرمة

تصانيف

و(التَّحَدِّي) هو: المباراةُ والمنازعةُ، ومنهُ تَحَدِّي رسولِ اللهِ ﷺ العربَ بالقرآنِ (^١). قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ (ت: ٧٢٨ هـ): «والمُتَحَدِّي: هو أن يحدوهم (أي: يدعوهم ويبعثهم) إلى أن يعارضوه. فيقال فيه: حَدَانِي على هذا الأمر (أي: بعثني عليه)، ومنه سُمي حادي العِيس؛ لأنَّه بِحُدَاهُ يبعثها على السَّيرِ» (^٢). وقال الناظم: «وأظهر معجزاته ﵊، القرآن؛ لدوام جِدَّتِهِ على مَمَرِّ الزَّمَانِ، والإجماع منعقدٌ على أنَّهُ معجزٌ؛ لأنَّه ﷺ طالب العرب بالإتيان بمثله، بل بسورة منه، أو الدخولِ في دينهِ، أو التَّصَدِّي للمُحَارَبَةِ، فَإِسْلامُ من سَبَقَتْ لَهُ السَّعَادَة، ومفارقتُهُ دينَ آبائه الذي رُبِّيَ عليه، وجُنُوحُ من سبقت له الشقاوة إلى اقتحام نار الحرب وملاقاة قرع الصوارم، وطعن العوالي، وَرَشْقِ النِّبَال، مع ما فيها من هلاك الأنفس وذهاب الأموال وسبي الحريم والأولاد وإهانة الأسْرِ، دليلٌ قاطعٌ وبرهانٌ ساطعٌ على عجزهم عنهُ» (^٣). وقال الألوسي (ت: ١٢٧٠ هـ): «وقد تحدَّاهم ﵊ وقرَّعَهم بالعجز عشر سنين، ثم قارعهم بالسيف فلم يُعَارَضُوا بما سِواه، مع أنَفَتهم واستنكافهم أن يُغلَبوا، لا سِيَّما في ميدان البيان، فإنهم كانوا فرسانه المالكين لأزمَّته، الحائزين قَصَبَ السَّبْقِ فيه» (^٤). وقد وقع التحدي لهم في خمس آياتٍ من القرآن الكريم في خمسِ سورٍ، وهي مرتبةٌ كالآتي حسب ترتيب المصحف: ١ - قوله تعالى: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا

(^١) انظر: تاج العروس: ٣٧/ ٤١٠ (ح د ي)، والمحيط في اللغة: ١/ ٢٤٤ (وَحَ دَ). (^٢) انظر: الجواب الصحيح: ٤/ ٧٦. (^٣) انظر: جميلة أرباب المراصد: ١٤٦. (^٤) انظر: روح المعاني: ١٠/ ٩٤.

1 / 191