108

ورثة الأنبياء

الناشر

دار القاسم

تصانيف

التصانيف فقد تكاملت لذته، وإن رزق فهمًا يرتقي إلى معاملة الحق ومناجاته فقد تعجل دخول الجنة قبل الممات. نسأل الله ﷿ همة عالية تسمو إلى الكمال، وتوفيقًا لصالح الأعمال، فالسالكون طريق الحق أفراد (١). قال ابن مسعود: لا تعلموا العلم لثلاث: لتماروا به السفهاء، أو لتجادلوا به الفقهاء، أو لتصرفوا وجوه الناس إليكم، وابتغوا بقولكم وفعلكم ما عند الله؛ فإنه يبقى ويذوب ما سواه (٢). أيها المسلم: لقد كان همهم من هذا العلم إيصال الحق ونشره، فلا حظوظ للنفس، ولا مباهاة بالعلم، ولا جدالًا ومراء، ولا استعلاء وزهوًا. قال الشافعي: ما نظرت أحدًا فأحببت أن يخطئ (٣). كان مالك يقول: المراء والجدال في العلم يذهب بنور العلم من قلب الرجل (٤). وقال الربيع: سمعت الشافعي يقول: المراء في الدين يقسي القلب، ويورث الضغائن.

(١) صيد الخاطر ص ٣١٢. (٢) جامع العلوم والحكم ص ١٨. (٣) صفة الصفوة ٢/ ٢٥١. (٤) جامع العلوم والحكم ص ١١٣.

1 / 111