273

Wahid Fi Suluk

تصانيف

============================================================

23 الوحيد في سلوك أهل التوحيد قال أبو زكرياء كان الشيخ يجلس في بيتي يستريح، وقال: كنت أجيء إلى الشيخ في بعض الأوقات فأجده يتحدث وما عنده أحد، فرتما سألته فيقول: إن بعض الجن المؤمنين كانوا عنده، وشهرة الشيخ آبي الحجاج غير محتاجة إلى تكثر، واعتقاد الناس فيه بعد وفاته كثير.

وأخبرني والدي رحمه الله تعالى- قال: اجتمع عندي الشيخ أبو الحجاج، والشيخ مفرج، والشيخ محد الدين المدرس؛ وقدكانوا جاعوني في حاجة وعملت لهم شيئا فأكلوا و غسلوا أيديهم، فرأيت الفقراء وهم يشربون غسل آيدي المشايخ، رضي الله تعالى عنهم ولقد أعجبني ذلك منهم، لأن صفة معتقداهم تعود إليهم، فبها يقيلون إلى مطلوهم، وكذلك سوه الظن يرجع على صاحبه حتى لا يخطعه شيء منهم سي سيخزيهم وصفهم} [الأنعام: 139].

وأخبرني جعفر بن داود عن أبيه أنه صحب الشيخ أبا الحجاج الأقصري وأقام عنده مدة بالأقصرين، فلما جاء إلى مدينة قوص اجتمع بأصحاب كانوا له فتغلبوا عليه، وأطعموه الحشيشة المشهورة، وكانوا على موضع ماي، وفيه شجرة- إما نزعة أو عترة - قال فأخذني شيء رماني في ذلك الماء، وتعلقت ثيابي بالشحرة وكدت أن أموت، فرأيت الشيخ أبا الحكاج فقال: هات يدك، فأخذ بيدى وأطلعني، فلما رحت إليه مسك أذني وفركها وقال لي: لا ترجع تأكل الحشيش، ومن رأيته من أصحابه وعرفته وكان ملازما لي ولوالدي ولأصحابنا الشيخ أبي زكريا يحى بن القاضي إسماعيل اليمنيء ومن عرفناه عبد الرزاق الفاوي، وكان صاحبنا، وكان كثير الاشتغال بالذكر مع كثرة العيال لا يمنعه ذلك من الاشتغال، وكان أبو زكريا قليل السؤال، بخلاف أصحاب الشيخ، ورما كان له سبب، وحكى الظهير موسى بن الصباغ أن الشيخ عبد الله السومي أحد أصحاب الشيخ أبي الحجاج قال: كان عندنا قط نسميه مرزوق، فوقعت هجمة في الحاجر، فقال لي القطء يا سيدي، ما بال الناس؟ قلت: هم يقولون أن القوم جاعوا الحاجر

صفحة ٢٧٣