واحات العمر: سيرة ذاتية: الجزء الأول

محمد عناني ت. 1443 هجري
136

واحات العمر: سيرة ذاتية: الجزء الأول

تصانيف

الذي ما يزال مستعملا في بريطانيا، وأما الاسم فهو اسم الأستاذة الجامعية التي تبرعت بالمال اللازم لتحويل فندق ضخم اسمه

Stephen Court Hotel

إلى بيت طلاب. وأرسلت الطلب بالبريد في اليوم التالي إلى عنوانه في تولبوت سكوير

Talbot Square

واستأنفت حياتي المعتادة.

كارول أثناء العمل بالترجمة في كوينز هاوس.

وانقضى أكتوبر وأنا أتحمل رائحة القرنبيط والكرنب المسلوق، وهم لا يضيفون إليه الكمون الذي يذهب بالرائحة، ولا يطبخونه بطريقتنا بل يسلقونه سلقا، وكانت الرائحة تملأ البيت في المساء، وما كان أبغضها وأقبحها! وفي يوم من أيام نوفمبر عدت إلى الغرفة مرهقا من طول القراءة في المكتبة، فأويت إلى الفراش بعد أن أوقدت المدفأة ولكن قبل أن يشيع الدفء في الغرفة، وإذا بي أرتعد وأرتعد ساعة أو ساعتين حتى خلت أنني سأهلك. وفي الصباح ذهبت إلى الطبيب، وكانت امرأة شرقية الملامح اسمها هانا بيرمان

Hanna Beerman ، شرحت لها ما أصابني فكتبت لي علاجا ونصحتني بالدفء.

اشتريت الدواء وبعض الطعام الذي أوصت به وعدت إلى الغرفة، وكان ذلك يوم السبت فوجدت جارتي السوداء (ولم أكن رأيتها من قبل) قد استضافت روزانا الضخمة، وباب غرفتها مفتوح، فدعتني للدخول فدخلت وسلمت، فقالت الجارة إنها سمعت رعدتي في الليلة السابقة؛ فقد كان السرير يهتز، ويبدو أنني كنت أتألم بصوت مسموع دون أن أدري، وقالت إن ذلك كثيرا ما يحدث لمن يسكن تلك الغرفة. وحينما لاحظت دهشتي قالت: «إن الروح الباردة تسكنها (haunted by a cold spirit) ، ولا يجدي فيها أي قدر من التدفئة!» وضحكت روزانا وقالت: «إنه يريد تدفئة خاصة تذهب تلك الروح!» وضحكت الأخرى. وأحسست بالرعدة من جديد! وقدمت لي جارتي قطعة من الكعك وفنجان شاي، وقالت إن البريد أتاني بخطاب قدمته لي فأخذته وانصرفت.

وعندما فتحت الخطاب وجدته من بيت الطلاب المذكور، وهو يتضمن الموافقة على الانتقال إليه، على أن أشارك أحد الطلاب غرفته بإيجار شهري قدره 14 جنيها أما الغرفة المستقلة فإيجارها ضعف ذلك! ولم أضع الوقت فانطلقت إلى الطابق السفلي حيث التليفون المشترك (لسكان المنزل جميعا) ووضعت أربعة بنسات وطلبت بيت الطلاب وقلت لهم إنني قادم! وعندما جاء السيد آشيل بعد نحو ساعة أبلغته الخبر فهاج وماج، وقال لا بد أن تخطرني قبل الرحيل بأسبوع، وأصررت على موقفي، فتصايحنا فجاءت جارتي، ثم جاءت روزانا، واقترحت المرأتان أن أدفع نصف قيمة إيجار أسبوع بدلا من الإخطار، ووافق آشيل وأخذ المال وانصرف.

صفحة غير معروفة