ذكره البارزي في (توثيق عرى الإيمان) ومن ذلك ما رويناه في التحفة لابن عساكر وفي كتاب أخبار المدينة لشيخه ابن النجار مسندا عن إبراهيم بن بشار قال: حججت في بعض السنين فجيت المدينة فتقدمت إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فسمعت من داخل الحجرة وعليك السلام، وقد روى مثل ذلك جماعة كثيرة ومن ذلك ما ذكره سيدي تاج الدين بن عطاء الله قال: ولقد أخبرني الشيخ مكين الدين قال: دخلنا مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالإسكندرية بالدلماس فوجدت النبي المذكور هناك قائما يصلي عليه عباءة مخططه فقال لي تقدم فصل قلت: له تقدم أنت فصل قال: تقدم أنت فصل فإنكم من أمة نبي لا ينبغي لنا التقدم عليه، قال فقلت له: بحق هذا النبي ألا ما تقدمت فصليت، فلما قلت له: بحق هذا النبي، إلا وطبع فمه على فمي إجلالا للفظة النبي كيلا تبرز في الهواء، فتقدمت فصليت وأخبرني الشيخ مكين الدين أيضا: بت ليلة جمعة بالقرافة فقمت مع الزوار فهم يتلون إلى أن انتهوا إلى قوله تعالى من سورة يوسف: (وجاء إخوة يوسف) وانتهى في الزيارة إلى قبر أخيه يوسف، فرأيت القبر قد انشق فطلع منه إنسان طوال خفيف شعر اللحية صغير الرأس آدم اللون وهو يقول: من أخبركم بقصتنا؟ هكذا كانت قصتنا.
ومن ذلك ما ذكره الإمام البارزي في كتابه (توثيق عرى الإيمان) من أنه قد سمع من جماعة من الأولياء في زمننا وقبله أنهم رأوا النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة حيا.
والحكايات التي يستأنس بها في هذا الباب كثيرة شهيرة ومن ذلك ما ورد: فرش قطيفته صلى الله عليه وسلم في قبره الشريف، ففي الدارقطني، و(طبقات ابن سعد) قال وكيع: وهذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم وعن الحسن أنه صلى الله عليه وسلم قال: (افرشوا لي قطيفتي في لحدي فإن الأرض لم تسلط على أجساد الأنبياء) ومن ذلك الحكاية المشهورة الدالة على حياة الشهداء فإنه صلى الله عليه وسلم سيدهم.
صفحة ١٢٠