10 - أن يقسموها قسمين؛ أحدهما وقف على الله، وهذا من نصيب المعوزين وأبناء السبيل الذي يحلون ضيوفا على أهل القبيلة، والآخر وقف على النصب، وهو من نصيب الكهنة وحدهم.
فإذا وقع في القسم الأول بطريق المصادفة بعض النفائس، استأثروا به وجعلوه من نصيب الوثن، ووضعوا مكانه النصيب الأدنى لله.
11
ولكن ما علاقة هذه الأرباب الصغيرة بالله؟ لقد كانوا يعتقدون أن تلك الأرباب بنات الله،
12
وأن مثلها منه كمثل الفروع من الأصل تماما؛ فهي تحكم الناس كما يحكم حاكم الأقليم بعد أن يخوله مليكه سلطة الحكم، وثم كانوا يرون في تلك الأرباب وسائط بين الناس وبين الله.
13 (5) مكة والكعبة
وكانت مكة حاضرة الثقافة في أواسط بلاد العرب، وقد بنتها قريش في منتصف القرن الخامس الميلادي، في واد رملي شديد الضيق؛ حتى ليبلغ أقصى اتساع فيه نحو سبعمائة خطوة - أما أضيق مكان فيه فلا يزيد عن مائة خطوة - وتكتنفه جبال جد عارية يتراوح ارتفاعها بين مائتي قدم وخمسمائة.
في هذه المدينة المحراب الذي يفخر به كل من يملكه ويقع في حوزته، ذلك هو محراب الكعبة الجليلة الشأن،
14
صفحة غير معروفة