ن - علي ونجله - شاهدان
إلى آخر ذلك الهذر والعبث الذى يلائم مزاج تفكيرهم وأسلوبهم. •••
على أنهم سيجدون - حتى في هذه القصائد الأولى وأشباهها - بضع أبيات فلسفية رائعة تبغضهم في شعر أبي العلاء، وتستدر نقمتهم على أدبه!
ولكن ما لنا ولهذه الفئة الأمية الفكر الحقيرة الشأن، وقد أوشكت تنقرض وسمعنا صوت احتضارها الخافت، لا شأن لنا بهم بعد أن اكتسحت نهضتنا المباركة أكبر زعمائهم - فيما اكتسحته - وستأتي على الباقين منهم في القريب العاجل!
فلنترك إذن هذه الفئة تحتضر، ولنغتبط برواج الأدب الحي، وانتشار الفن الصحيح بين أبناء الشرق الناهض، فليس أدعى إلى الاغتباط من نفاد طبعات ثلاث من هذا السفر الأدبي النفيس، وشدة الإلحاح المتواصل في طلبه.
وما أجدر الأدباء بذلك، وما أجدر الأدب العلائي أن يجذب إليه أنظار المفكرين في هذا العصر الناهض الحافل بالجد والحياة! وأخلق بذلك الإقبال أن يتخذ دليلا لا يقبل الشك، على صدق نهضة الشرق، وعنايته بالأدب الصحيح، والفن العالي!
وفي بعض هذا ما يفسح مجال الأمل في رقيه، ويدعو إلى التفاؤل الصادق بنجاح سعيه، وإدراك غايته النبيلة التي يسعى إليها بخطواته السديدة، فقد فرغ الباحثون من التدليل على أن كل نهضة لا تعتمد على الأدب زائفة وشيكة الإخفاق، وأن الأدب الصادق أساس كل نهضة حقة، ورائد كل حركة قومية منتجة. •••
وأي أدب أصدق من الأدب العلائي الذي يحوي لب اللباب، ويشرح أخفى الخوالج الإنسانية، ويوضح أدق وأسمى إحساسات النفوس العالية؟
ظلي1
أنت يا ظلي رفيق عمري
صفحة غير معروفة