وا محمداه إن شانئك هو الأبتر
الناشر
دار العفاني
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
مكان النشر
مصر
تصانيف
تقصيرهم، وصَفَحْتَ عن أخطائهم، وسَترتَ عيوبَهم، وحَلُمْتَ على سَفيههم، وأعرضتَ عن جاهلهم، ورَحِمْتَ ضعيفَهم.
° شرحنا لك صدرك، فكنُتَ كالغيث جُودًا، وكالبحر كَرَمًا، وكالنسيم لُطفًا، تُعطي السائل، وتَمنحُ الراغب، وتُكْرِمُ القاصد، وتجودُ على المؤمِّل.
° شرحنا لك صدرك، فصار بردًا وسلامًا يُطفئُ الكلمةَ الجافية، ويُبَرِّدُ العبارةَ الجارحة، فإذا العفوُ والحلمُ والصَّفحُ والغفران.
° شَرَحْنا لك صَدْرَك، فصبرتَ على جفاء الأعراب، ونَيْل السفهاء، وعَجْرفةِ الجبابرة، وتطاوُلِ التافهين، وإعراضِ المتكبِّرين، ومَقْتِ الحَسَدةِ، وسِهام الشامتين، وتجهُّم القرابة.
° شرحنا لك صدرك، فكنتَ بسَّامًا في الأزمات، ضحَّاكًا في المُلمَّات، مسرورًا وأنت في عَين العاصفة، مطمئِنًّا وأنت في جَفنِ الرَّدَى، تُداهمُك المصَائبُ وأنت ساكن، وتلتفُّ بك الحوادثُ وأنت ثابت؛ لأنك مشروحُ الصدر، عامرُ الفؤاد، حيُّ النفس.
° شرحنا لك صدرَك، فلم تكن فظًّا قاسيًا غليظًا جافيًا، بل كنتَ رحمة وسلامًا وبرًّا وحنانًا ولُطْفًا، فالحِلمُ يُطلبُ منك، والجُود يُتَعلَّمُ من سيرتك، والعفو يُؤخذ من ديوانك.
* ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾:
° في البخاري عن ابن عباس ﵄: "شرح الله صدرَه للإسلام".
° وعن ابن كثير: "نوَّرْناه وجَعلناه فسيحًا رحيبًا واسعًا، كقوله:
1 / 47