الانتصار في حجية قول الصحابة الأخيار
الناشر
مركز سطور للبحث العلمي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٠ ه
مكان النشر
دار الإمام مسلم للنشر والتوزيع- المدينة المنورة
تصانيف
المبحث الثالث
الذين ضيَّعوا الاحتجاج بمذهب الصحابي
ضيَّع الاحتجاج بمذهب الصحابي طائفتان:
الطائفة الأولى: الظاهرية: إن للظاهرية أصولا محدثة، وهي خمسة أصول، ذكر ابن القيم في «إعلام الموقعين» (^١) أربعة، وذكر ابن رجب في شرحه على البخاري (^٢) ورسالته «فضل علم السلف على علم الخلف» (^٣) أمرا خامسا، فالظاهرية ضلت بأصول خمسة، يهمني الأصل الخامس، وهو الذي ذكره ابن رجب في رسالته «فضل علم السلف على علم الخلف» وفي شرحه على البخاري، وأشار إليه ابن تيمية ﵀ في المجلد الخامس من كتابه «منهاج السنة» (^٤).
وذلك أن الظاهرية يرون إحداث قول جديد في الفقه، فلو اختلف الصحابة على قولين، بل لو أجمع الصحابة على قول، فلا يبالي به الظاهرية ويرون جواز إحداث قول جديد؛ لذلك مذهبهم ضال، ومن الخطأ أن يُنسب إلى أهل الحديث.
وقد بيَّن هذا الخطأ ابن رجب ﵀ في رسالته «فضل علم السلف على علم الخلف» (^٥).
وللأسف، كثيرون ينسبون مذهب داود ومذهب ابن حزم لأهل الحديث، وقد
_________
(^١) انظر: «إعلام الموقعين» لابن القيم (٣/ ٩٨ - ١٠٧).
(^٢) انظر: «فتح الباري» لابن رجب (٤/ ٢٤٢)، و(٦/ ١٠٥).
(^٣) انظر: «مجموع رسائل ابن رجب - رسالة فضل علم السلف على الخلف» (٢/ ٢٤).
(^٤) انظر: «منهاج السنة» لابن تيمية (٥/ ١٧٨).
(^٥) انظر: «مجموع رسائل ابن رجب - رسالة فضل علم السلف على الخلف» (٢/ ٢٤).
1 / 48