أصول مسائل العقيدة عند السلف وعند المبتدعة

سعود بن عبد العزيز الخلف ت. غير معلوم
90

أصول مسائل العقيدة عند السلف وعند المبتدعة

الناشر

*

رقم الإصدار

١٤٢٠هـ

سنة النشر

١٤٢١هـ

تصانيف

٣ - أن هذا التقسيم قد ثبت عن كثير من السلف المتقدم ذكرهم ١،خلافًا لدعوى من أنكر ذلك، فقد سبق النقل عن ابن عباس وتلاميذه في إثباتهم لإقرار المشركين بالربوبية وإنكارهم للألوهية، ومثله ورد عن ابن جرير الطبري. كما أورد العديد من السلف ذلك في كتبهم، فهذا الإمام الطحاوي المتوفى سنة ٣٢١هـ أبان في مقدمة عقيدته أنه إنما يذكر عقيدة أهل السنة والجماعة على مذهب فقهاء الملة، أبي حنيفة وتلميذيه أبي يوسف ومحمد بن الحسن، وقال: "نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله أن الله واحد لا شريك له ولاشيء مثله ولاشيء يعجزه ولا إله غيره". فقوله "واحد لا شريك له" شامل لأنواع التوحيد الثلاثة، ثم فصلها بقوله: "لاشيء مثله"، وهذا في أسمائه وصفاته.وقوله "ولاشيء يعجزه" هذا في قدرته ومقدوراته، وهو من توحيد الربوبية، وقوله" ولا إله غيره "هذا في توحيد الألوهية، فلا إله غيره يعني معبودًا يستحق العبادة وهذا ابن بطة العكبري المتوفى سنة ٣٨٧هـ يقول في كتابه الإبانة: "إن أصل الإيمان بالله الذي يجب على الخلق اعتقاده في إثبات الإيمان به ثلاثة أشياء: أحدها: أن يعتقد العبد ربانيته ليكون بذلك مباينًا لمذهب أهل التعطيل الذين لا يثبتون صانعًا. والثاني: أن يعتقد وحدانيته ليكون مباينًا بذلك مذاهب أهل الشرك الذين أقروا بالصانع وأشركوا معه في العبادة غيره. والثالث: أن يعتقده موصوفًا بالصفات التي لا يجوز إلا أن يكون موصوفًا بها". وممن أثبت ذلك أيضا ابن منده المتوفي سنة ٣٩٥هـ في كتابه "كتاب التوحيد ومعرفة أسماء الله ﷿ وصفاته على الاتفاق والتفرد"، فعقد فيه أبوابًا في توحيد

1 / 91