أصول مسائل العقيدة عند السلف وعند المبتدعة
الناشر
*
رقم الإصدار
١٤٢٠هـ
سنة النشر
١٤٢١هـ
تصانيف
من الإسلام.١
٦ أن المراد ليس الكفر الأكبر، وإنما هو كفر دون كفر.
ومما يدل على صحة هذا، أن الشارع ورد عنه تقسيم بعض هذه التسميات إلى قسمين، وذلك مثل قوله ﵊: "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر..". فدل هذا على أن الشرك شركان أكبر وأصغر.
وكذلك ما ورد من حديث عبد الله بن مسعود ﵁ قال: "لما نزلت ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾ [الأنعام٨٢] شق ذلك على المسلمين فقالوا: يا رسول الله أينا لا يظلم نفسه؟ قال: ليس ذلك، إنما هو الشرك،ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه وهو يعظه ﴿يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لقمان١٣] ٢
فهذا دليل على أن الظلم ظلمان، ظلم دون ظلم، وهو ظلم العبد لنفسه بالذنوب، وظلم عظيم وهو الشرك.
ومن هذا قوله ﵊ من حديث ابن عمر ﵄: "أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا،ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا أئتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر". ٣
١ بهذا قال البخاري ﵀، حيث بوب في الصحيح: باب المعاصي من أمر الجاهلية ولا يكفر صاحبها بارتكابها إلا بالشرك. انظر فتح الباري ١/٨٤. وهو قول أبي عبيد القاسم بن سلام في كتابه الإيمان ص٩٦. ٢ أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء. انظر صحيح البخاري مع الفتح ٦/٥٣٧. ٣ أخرجه البخاري في كتاب الإيمان. انظره مع الفتح ١/٨٩
1 / 69