أصول مسائل العقيدة عند السلف وعند المبتدعة
الناشر
*
رقم الإصدار
١٤٢٠هـ
سنة النشر
١٤٢١هـ
تصانيف
الله بقلبه لا إله إلا الله محمد رسول الله ففعل كما أمر وداوم عليه فحصل له من الفتح القويم والجذبة القيومية".
وذكر أبو العباس المرسي: بأنه اكتسب من الخضر معرفة أرواح المؤمنين بالغيب هل هي معذبة أو منعمة؟! .
ومنهم من يروي عن الخضر عن النبي ﷺ، فمن ذلك ماروى الأيوبي المتوفى سنة١٣٦٤هـ بسنده عن الخضر قال، قال رسول الله ﷺ: "إذا رأيت الرجل لجوجًا معجبًا برأيه فقد تمت خسارته".
وهذا كله مبني على ثلاثة أشياء: أن الخضر حي، وأنه يتصل بالناس، وأن من اتصل بهم هو الخضر.
أما أن الخضر حي فلم يدل دليل صحيح على حياته عن النبي ﷺ. هكذا قال ابن حجر وابن كثير وغيرهم ١.
كما أن مايروى من الأخبار والآثار في لقائه لبعض الصحابة أو الأخيار فهي آثار ضعيفة وواهية ولا يسلم واحد منها من الطعن.
قال ابن المنادي: "وجميع الأخبار في ذكر الخضر واهية الصدور والأعجاز، ثم قال: وأكثر المغفلين مغرور بأن الخضر باق والتخليد لا يكون لبشر. قال ﷿: ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ﴾ .٢
ودعوى حياة الخضر منقوضة بما يلي:
١ - قوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾ [الأنبياء٣٤] . وكذلك قوله ﷺ كما في حديث ابن عمر وجابر رضي الله
_________
١ البداية والنهاية ١/٣٠٨، فتح الباري ٦/٤٣٤، وقد أطال عنه في الإصابة. والذي يظهر توقف ابن حجر فيه ٤/١٠٠.
٢ الموضوعات لابن الجوزي ١/١٩٩.
1 / 35