أصول مسائل العقيدة عند السلف وعند المبتدعة
الناشر
*
رقم الإصدار
١٤٢٠هـ
سنة النشر
١٤٢١هـ
تصانيف
اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ﴾ [الشعراء٢٣ – ٢٩] فلم يستطع فرعون أن يدفع الدليل وتحير في الإجابة، حتى اضطر إلى إخفاء خزيه وفضيحته بالتهديد بالسجن.
فلا شك أن الدليل الذي استخدمه كل من إبراهيم وموسى ﵉ كان كافيًا بدليل أن الطغاة لم يستطيعوا أن يردوه.
خامسًا - إنا نعلم قطعًا ويقينا أن النبي ﷺ لم يدع الناس إلى الاستدلال على وجود الله ﷿ بدليل حدوث الأجسام أو دليل الإمكان، بل ولا أثر عن أحد من الصحابة حرف واحد في ذلك. وهذا فيه واحد من أمرين:
- إما أنه دليل باطل غير صحيح.
- أو أنه دليل ضعيف لا يوصل إلى الغاية منه بالدرجة والسرعة المطلوبة.
سادسًا - إن الأجسام والجواهر والأعراض وكذلك الإمكان مصطلحات فلسفية مختلف في إثباتها وتعريفها وتحديدها إلى أقوال عديدة ١، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الأصل الذي أراد المتكلمون أن يجعلوه دليلًا على وجود الله ﷿ مختلف فيه، فكيف يستدل بشيء مختلف فيه على شيء المقصود من إثباته الوصول إلى اليقين.
١ انظر في ذلك مقالات الإسلاميين ٢/٥-٥٧، والمعتمد في أصول الدين للقاضي أبي يعلى ص٣٥-٣٧.
1 / 108