ومعنى إنه تعالى لا آخر له: إنه تعالى لا يفنى أبدا؛ ذلك إن الذي يفنى هو الذي وجوده مستمدا من غيره. أما الله تعالى، الذي وجوده بنفسه، فلا يمكن أن يعتريه الفناء أبدا.
2. الله تعالى قادر:
القادر هو الذي جمع بين الأمرين التاليين:
من يصح منه الفعل.
من يفعل إذا شاء، ويترك إذا شاء أي إنه مختار.
والله تعالى فاعل قطعا، لأنه فاعل الكون ثم إنه تعالى مختار في الفعل والترك، بدليل التنوع الموجود في هذا الكون الواسع؛ لأن المعلوم أن الفاعل المضطر لا يصدر منه الفعل إلا على وتيرة واحدة، ولا يمكن أن تتنوع الصادرات عنه.
والله جل وعلا قادر على كل شيء، قال تعالى { إن الله على كل شيء قدير } (البقرة:20). وقد عبر الله تعالى عن كونه قادرا بعبارات مختلفة نحو: المقيت(1)، والقوي، والقدير.
كما عبر عن أنه قادر على كل شيء، بأنه المحيط، لأن كل الأشياء تحت قدرته لا يمكن لشيء الخروج منها، ولا يمتنع شيء عنها.
كما يعبر عن أنه قادر بأنه السريع؛ وذلك لأنه لكمال قدرته، فأمره نافذ بلا مانع { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } (يس:82).
وقدرة الله تعالى قدرة حقيقية، فهو قادر لا بقدرة ممنوحة له، وغير الله قادرين مجازا، لأنهم قادرين بقدرة ممنوحة لهم؛ فهم في الواقع مقدرين. فكل ما سوى الله قادر بما جعل الله له من القدرة، وقادر على ما أقدره الله فقط.
صفحة ٥٣