وإذا وصفناه بفعل من أفعاله، فلا نصفه إلا بما يتضمن مدحا من الأفعال، ولا يجوز أن نصفه بما قد يفهم منه ذم، وإن لم يكن كذلك، وذلك تأدبا معه تعالى.
ثم إنه يقبح التفكر في ذاته جل وعلا؛ وذلك لأن العاقل يعمل ما يظن أن من ورائه ثمرة؛ فما لا ثمرة من ورائه لا يعمله العاقل، لأنه عبث، والعبث قبيح. وحيث إنه لا يمكن للفكر أن ينال الله جل جلاله؛ فلا ثمرة من التفكر في الله جل جلاله.
صفات ذات الله الواجب معرفتها
على ضوء الملاحظات السابقة نذكر مستعينين بالله صفات ذات الله تعالى، التي دلت عليها الأدلة العقلية، وقررتها الأدلة النقلية؛ والتي يجب علينا معرفتها وعدم التقصير في تحصيل العلم بها، والإقرار بها، والنظر في معانيها ولوازمها علينا بالقدر الذي يمكن لنا ، ومن الله نستمد التوفيق.
صفحة ٤٨