أيضا علينا أن نعمل وفق قوله تعالى { ولا تقف ما ليس لك به علم } (الإسراء:36). فكل صفة نصف الله تعالى بها يجب أن تكون مبنية على علم. فإذا لم يكن لدينا فيها علم، فلا نصف الله بها حتى ولو قال بها أرباب مذهبنا وطائفتنا. فمثلا لو كنا نؤمن بأن لله تعالى صفة " أ" ، من حيث أننا أخذناه من أفواه المشايخ، ثم جاء من شككنا في اتصاف الله بها بحجة قوية، وقال لنا إنه يتصف بخلافها التي هي الصفة " ب "؛ فما هو الموقف الذي تفرضه التقوى؟
أنا أرى أن الموقف هو أن انتقل من الايمان بالصفة " أ" إلى حالة من الحياد التام بين الصفتين، حتى يحصل لنا علم بصحة أحدهما. وهذا التحصيل يكون بالعودة إلى أهل العلم في مذهبنا، أو إلى العلماء من غير مذهبنا. والمهم أن لا ننسب لله تعالى صفة بغير علم. وللأسف فالذي نشاهده أن العالم يشكك بما لديه من علم حول صفات الله تعالى، فبدلا من أن يتوقف عن نسبة هذه الصفة، يصر على ذلك، ويذهب إلى البحث عن أدنى عبارة تؤيد دعواه. إن التقوى تفرض علينا أن نحرص على كل كلمة نقولها عن الله جل جلاله. وأسأل الله لي، ولكل مؤمن ومؤمنة، المغفرة، والرحمة، والهداية والاستقامة، إنه تعالى عصمة المستجيرين.
صفحة ٤٧