أيضا يجب أن يكون هدفنا من هذه المعرفة هو تنزيه الله جل جلاله، وليس إثبات مذهب أو رأي، فالله أعظم من أي رأي نحن نؤمن به، فلا ننسب ما ننسبه إلى الله تعالى لمجرد الهوى.
أيضا يجب أن نعلم أن هذا موضوعا لخلافات كثيرة بين المسلمين؛ فإذا بحثنا فيه فيجب أن نبحث فيه بروح دينية، وليس بروح فلسفية أو سياسية أو اجتماعية.
ذلك إن البحث في صفات الله وفي أفعال الله، قد يكون عند الباحث كالبحث في أي موجود من الموجودات. الغرض الأول والأخير منه هو تحصيل معرفة مطابقة للواقع. فيكون الخلاف حول ما ينسب إلى الله تعالى، كالخلاف في موضوع علمي بعيد عن منال أحاسيسنا؛ نحو الخلاف في تفسير بعض الموجودات الفلكية التي لا يرى منها إلا آثارها. فيكون الخلاف بعيدا عن كل روحانية، وعن الأدب مع الله جل جلاله.
صفحة ٤٥