أما ما نجده من مجاعات، وفقر وما أشبه فهذا يعود إلى أحد الأمور التالية:
إما يكون بسبب ابتلاء من الله تعالى نحو قحط أو زلزال وما أشبه.
وإما يكون بسسب غصب الغاصبين، ونهب الناهبين. فالخير الذي خلقه الله تعالى يكفي الجميع، والتشريع الذي شرعه الله تعالى قد كفل للجميع ما يكفيهم ويغنيهم؛ ولكن هناك من الخلق من يستأثرون بحقوق الناس، فيأكلون منها ويمنعونها من قد رزقه الله إياها. ومثال على ذلك الورث. فلو ورثت مالا من أحد فهذا المال رزق من الله تعالى، لأن الله أباح لي الانتفاع به. فإذا جاء غاصب وغصبه فهذا الرزق الذي هو لي، قد نهبه فلان، وأكل منه، وحرمني منه. فما لحقني من شدة بسبب ذهاب ورثي يعود إلى ذلك الغاصب، وليس إلى الله تعالى.
أيضا منه ما يعود إلى إهمال الإنسان، وعدم أخذه بما هيأه الله تعالى من الأسباب. فالزلازل في بلد مثل اليابان، لا تحدث الأضرار نفسها إذا حصلت في بلد مثل الهند. وذلك لأن اليابانيين تعلموا، وعملوا، فتمكنوا من تجنب جزء كبير من أضرار الزلازل. أما غيرهم من الشعوب، فقد انشغلت بالصراعات الداخلية، والفساد الأخلاقي؛ وبالتالي يمكن أن نقول إن جزءا كبيرا مما يصيبهم من البلاء بسبب آيات الله يعود إليهم ولا يعود إلى الله تعالى.
صفحة ١٠٨