ولدى الناس مفاهيم متعددة حول معنى الرزق، أخطرها وأشدها خطأ أن كل ما لدى الإنسان هو رزق من الله تعالى؛ سواء كان حراما أم حلالا. فمن كسب بالحلال يقولون: هذا رزقه، ومن كسب بالحرام يقولون: هذا رزقه. وهذا المعنى فاسد، باطل، لا يجوز القول به.
فالحرام ليس رزقا من الله تعالى؛ لأن الرزق من الله هو هبة منه، والله تعالى لايهب لنا شيئا، ثم يأمرنا بالتخلص منه. فمعلوم أن الله تعالى أمرنا بإعادة المظالم إلى أهلها، وأمرنا بأخذ الحقوق من غاصبيها وردها إلى أصحابها؛ فكيف بعد هذا وذاك نقول إنه تعالى هو الذي وهبها لنا.
أيضا فإن الله لا يهب شيئا ثم يعاقب على التصرف فيه، والمعلوم أنه تعالى يعاقب من تصرف في ما ليس له فكيف نقول عندها انه تعالى هو واهبها؟!
أما قولنا وقول المسلمين جميعا إنه لا رازق سوى الله فخارج عن المقصود أصلا، لأن المراد بهذا المعنى أن لا يخلق هذه المنافع سوى الله تعالى، ولا يحق لأحد أن يشرع كيفية توزيع هذه المنافع سواه تعالى. وتفسيرها بأن الله هو وحده الذي يوزع الأرزاق خطأ.
صفحة ١٠٥