والآلام التي يستحق معها العبد العوض على نوعين:
منها ما هو منه تعالى ابتداءا.
ومنها ما يحصل من الناس.
وألفت الانتباه إلى أن المقصود بالألم أدنى درجاته، فحتى الحزن داخل فيه، والغم وما أشبههما.
الآلام الحاصلة من الله تعالى ابتداءا
فما يحصل من الله تعالى ابتداءا وعليها العوض هي نحو ما يلي:
الأمراض والأسقام والمصائب.
ما يلحق الناس من حزن بسبب الأمراض والأسقام والمصائب؛ كالحزن الحاصل عند مرض حبيب؛ فهنا الألم حاصل على المريض، وعلى من يحبه. فهذه كلها تنسب إليه تعالى من حيث كان المسبب لها ابتداءا.
الآلام الحاصلة بسبب التحريم؛ ذلك أنه تعالى خلقنا وحرم علينا أمورا نحبها ونشتهيها؛ وإشتهائنا لها هو بسبب خلقه لنا الشهوة؛ فالامتناع منها فيه ألم وحسرة، وهذا الألم من الله تعالى، فيستحق عليه العوض.
ويجب ملاحظة أن ترك الحرام فيه أمران:
صفحة ١٠٠