إله إلا الله؛ أو معرفة: صفات الكمال التي تليق به وبأفعاله؛ ومعرفة صفات النقص التي لا تليق به ولا بأفعاله. كما بينت أننا نريد أن تكون هذه المعرفة معرفة إقرار وتصديق واطمئنان.
وفي هذا القسم سيتم توضيح ما يلي:
معنى "المعرفة" ومراتبها.
وجوب معرفته تعالى، وأنها أهم الواجبات.
الطريق إلى معرفته تعالى.
والنتيجة التي سيتم استخلاصها من هذا القسم هي : إن معرفة الله تعالى، معرفة إقرار وتصديق واطمئنان، أهم الواجبات؛ وإنها لا تكون إلا بالعقل، بالاستعانة بالنص.
معنى المعرفة ومراتبها
"المعرفة"، في أبسط معانيها، تطلق على ما يقابل الجهل. وهي مراتب بأكثر من اعتبار. وسأشير إلى مراتبها باعتبار كميتها، وإلى مراتبها باعتبار شدتها.
مراتبها باعتبار كميتها
تنقسم المعرفة إلى مراتب بحسب قدر ما يعرف عن الموضوع، فتختلف باختلاف كمية ما يعرف عن الموضوع الواحد. فقد أعرف أن محمدا شخص موجود؛ وقد أعرف عنه أنه أخو علي، وأنه أبو زيد، وأنه ولد في سنة 1970، وعمل في سنة 1997، وعاش في مدينة صعدة. فمعرفتي الأولى بمحمد معرفة إجمالية، لا تتعدى معرفة وجوده؛ أما المعرفة الثانية فهي معرفة تفصيلية، والمعرفة التفصيلية تتوسع حتى تصل إلى حدود لا يمكن استيعابها من الإنسان عادة.
مراتبها باعتبار شدتها
أيضا تختلف مراتب المعرفة شدة باختلاف شدة تصديق واطمئنان العارف إلى أن ما يعرفه صحيح. والشدة من الأمور التي لا يمكن أن تجزأ، نحو الضوء الذي يتفاوت في شدته؛ فلا يمكن أن نضع حدودا لهذا التفاوت، ولكن يمكن أن نقول إن هناك ثلاث معالم أساسية لهذا التفاوت. وسأمثل على ذلك بمعرفة الشخص وجود حرارة في قطعة حديد:
المرتبة الأولى: مرتبة الإقرار بذلك؛ ويكون من خلال النظر إلى كون قطعة الحديد موضوعة بالقرب من نار ملتهبة.
صفحة ١١