هي أجود ما وصل إلينا من الشعر الجاهلي، وتسمى السموط أي العقود. قال أبو زيد القرشي في كتابه «جمهرة أشعار العرب»: إن أبا عبيدة قال: أصحاب السبع التي تسمى السموط: امرؤ القيس، وزهير، والنابغة، والأعشى، ولبيد، وعمرو بن كلثوم، وطرفة. وقال المفضل: من زعم أن السبع التي تسمى السموط لغير هؤلاء فقد أبطل. فأسقط من أصحاب المعلقات عنترة والحارث بن حلزة وأثبت الأعشى والنابغة. واعتمد أبو زيد القرشي على أبي عبيدة والمفضل في ترتيب أصحاب المعلقات؛ فجعلهم سبعة في مقدمة كتابه، ولكنه خالف ذلك عند ذكر القصائد، فأضاف إليهم عنترة فصاروا ثمانية. ولعل المخالفة من الناسخ لا منه.
وجعلهم التبريزي عشرة مضيفا إلى من ذكرنا أسماءهم قصيدة عبيد بن الأبرص، وجعلهم الزوزني في شرحه المشهور سبعة وهم: امرؤ القيس، وطرفة، وزهير، ولبيد، وعمرو بن كلثوم، وعنترة، والحارث بن حلزة، وهذا ما رأينا أن نتبعه نحن. (3-1) تعليقها على البيت الحرام
اختلف في تسميتها بالمعلقات؛ فزعم بعضهم - ومنهم ابن عبد ربه وابن رشيق وابن خلدون - أن العرب لشدة إعجابهم بها كتبوها في القباطي
7
بماء الذهب، وعلقوها على الكعبة فلذلك سميت المذهبات. أما النحاس المصري - وهو معاصر لابن عبد ربه - فقد أنكر تعليقها على البيت الحرام، وزعم أن حمادا الراوية هو الذي جمع السبع الطوال وقال للناس: هذه هي المشهورات، وقيل: بل كان الملك إذا استجيدت قصيدة الشاعر يقول: علقوا لنا هذه، لتكون في خزانته، ويرجح اليوم أنها إنما سميت المعلقات لتشبيهها بالسموط التي تعلق بالأعناق، وقد دعيت المذهبات؛ لأنها تستحق أن تكتب بماء الذهب لنفاستها.
هوامش
أصحاب المعلقات السبع
(1) امرؤ القيس
1 (توفي نحو منتصف القرن السادس) (1-1) حياته
هو امرؤ القيس بن حجر الكندي، ولد في نجد، وأبوه ملك على بني أسد وغطفان، وقيل: إن أمه فاطمة بنت ربيعة أخت كليب والمهلهل، وقد اختلف في اسمه، والمشهور أنه يدعى جندحا، وله كنيتان وهما أبو وهب وأبو الحارث، وثلاثة ألقاب وهي ذو القروح
صفحة غير معروفة