فلم يسع إلى طلب الملذات كغيره، بل نبه الغافل ليصلح أمره قبل أن يسابقه الموت فيسبقه:
أيها النائم المغفل أبصر
أن تكون المبادر المبدورا!
وعمل لتأديب نفسه وتزيينها بالتقوى، ووعظ وأدب، فشاعت في شعره روح دينية تحيي الأمل، وتخفف من ذلك اليأس الوثني الذي يقلق الشاعر الجاهلي. قال:
فدع الباطل والحق بالتقى
فتقى ربك رهن بالرشد
وتأتي حكمهم مقترنة بالمدائح كما نجدها عند زهير والنابغة والحطيئة؛ إذ يقول في مدح بني شماس:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العرف بين الله والناس
أو مقترنة بالمفاخر كما تظهر في شعر حاتم الطائي مثل قوله في العفو عن المسيء:
صفحة غير معروفة