أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام

بطرس البستاني ت. 1300 هجري
156

أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام

تصانيف

وحدث عمر بن شبة قال: قال عمر بن الخطاب للحطيئة: «كيف كنتم في حربكم؟» قال: «كنا ألف فارس حازم.» قال: «وكيف ذلك؟» قال: «كان قيس بن زهير فينا وكان حازما، فكنا لا نعصيه، وكان فارسنا عنترة، فكنا نحمل إذا حمل ونحجم إذا أحجم، وكان فينا الربيع بن زياد، وكان ذا رأي، فكنا نستشيره ولا نخالفه. وكان فينا عروة بن الورد، فكنا نأتم بشعره، فكنا كما وصفت لك.» فقال عمر: «صدقت.»

وقال الهيثم بن عدي: قيل لعنترة: «أنت أشجع العرب وأشدها؟» قال: «لا.» قيل: «فبماذا شاع لك هذا في الناس؟» قال: «كنت أقدم إذا رأيت الإقدام عزما، وأحجم إذا رأيت الإحجام حزما، ولا أدخل موضعا إلا أرى لي منه مخرجا. وكنت أعتمد الضعيف الجبان، فأضربه الضربة الهائلة، يطير لها قلب الشجاع، فأثني عليه فأقتله.» (6-3) وقائعه

لعنترة كثير من الوقائع المشهورة، ولكن أضيف إليه ما ليس له حتى اشتبه الصحيح بالموضوع. وقد حضر حرب داحس والغبراء فأحسن فيها البلاء وحمدت مشاهده، وفيها قتل ضمضما المري أبا حصين وهرم، ولذلك قال:

ولقد خشيت بأن أموت ولم تدر

للحرب دائرة على ابني ضمضم

الشاتمي عرضي ولم أشتمهما

والناذرين إذا لم القهما دمي

103

إن يفعلا فلقد تركت أباهما

جزر السباع وكل نسر قشعم

صفحة غير معروفة