ما لي أشايع غزالا له عنق
كنقنق الدو إن ولى وإن مثلا
22
عنق الزرافة ما بالي وبالكم
أتكفرون رجالا كفروا رجلا؟!
23
وجافاه أيضا عمرو بن عبيد، فناصر واصلا على الهتف به والتشنيع عليه، وشد أزرهما جلة من علماء الدين كالحسن البصري قاضي البصرة وكبير فقهائها، ومالك بن دينار العالم الزاهد، فما زالوا حتى نفوه من البصرة حوالي سنة «127ه/744م»، فقصد إلى مدينة حران وافدا على سليمان بن هشام بن عبد الملك، ولكنه انصرف من عنده مغاضبا كما مر بنا، فاستدعاه أمير العراقين يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري، فأقام في الكوفة يمدحه ويمدح قيس عيلان حتى سقطت الدولة الأموية، وقتل يزيد بواسط سنة «132ه/750م» فرجع إلى البصرة وقد مات واصل بن عطاء، على أن عمرو بن عبيد لم يتركه يطمئن في أرضه، بل سعى في نفيه ثانية، فظل يتنقل من بلد إلى بلد حتى توفي عمرو بن عبيد سنة «145ه/762م» فأفرخ روعه،
24
وأنست به البصرة زمنا، فأقام بها يمدح ولاتها، حتى ارتحل إلى بغداد واتصل بالعباسيين.
بشار في العصر العباسي
صفحة غير معروفة