أخص أن يحذروا من الآفات النفسية التي تعتري النفس البشرية فتعيق الصبر وتعترض طريقه وهي:
١ - الاستعجال:
الإنسان مولع بالعاجل لأنه خلق من عجل؛ لقوله تعالى: ﴿خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ﴾ (١).
فإذا أبطأ الخير عن الإنسان نفد صبره، وضاق صدره ناسيًا أن لكل أجل كتابًا مسمى، وأن الله لا يعجل بعجلة الخلق.
وليعلم العبد أن لكل ثمرة أوانًا لنضوجها، فيحسن عندئذٍ قطافها، والاستعجال لا ينضجها بل يهلكها، وقديمًا قيل: «من استعجل الشيء قبل أوانه، عوقب بحرمانه».
ولهذا خاطب الله رسوله قائلًا: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ﴾ (٢).
والاستعجال من سنن المشركين لجهلهم وسفههم فقد كانوا يستعجلون عذاب الله غرورًا وعنادًا، فردّ عليهم ربهم بما يقطع دابرهم: ﴿وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُم بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾ (٣).
_________
(١) سورة الأنبياء، الآية: ٣٧.
(٢) سورة الأحقاف، الآية: ٣٥.
(٣) سورة العنكبوت، الآية: ٥٣.
1 / 89