263

تحفة الأسماع والأبصار

إن أراد الصديق نفع صديق .... فهو أدرى في نفسه كيف يسعى فأحسن في الجواب وكشف برايق عبارته عن وجه الصواب، وقال: بعد أن سمعت منك هذا الحديث فقد عزمت أن أعطيك عجري وبجري، أعلم أني ما دخلت هذه الهدية إلى الملك إلا متوصلا بها الإحاطة بأخباركم فإن محمد باشا صاحب سواكن، لما بلغه دخولكم من جهة بيلول أقعده ذلك وأقامه، وأقلقه وطرد منامه، فتوصل إلى حقيقة إدراك هذه الأخبار بما تراه من وصولنا بهذه الهدية، المضمر في طيها استكشاف هذه الخبية، وهذا الأمر الذي استدعيتموه ممكن حصوله، على أحسن الوجوه بفضل الله وإحسانه، ومنه وإمكانه، فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والخيرة لله العزيز الحكيم.

صفحة ٣٩٣