200

تحفة الأسماع والأبصار

تصانيف

وكان [قد] وصل إلى الإمام -عليه السلام- قوم برط، وهم خمسمائة، فتدافع رجل منهم وآخر من أهل الحيمة في الباب، وكان أهل الحيمة كثرة، فافترق الحيان فأما أهل الحيمة فغلبهم عقلائهم ومنعوهم من الحرب، وأما أهل برط فأكثروا الرجم والأصوات والجلبة، فخاف أهل المدينة وكثرت منهم الأصوات أيضا، فأمر الإمام -عليه السلام- مولانا علي بن أمير المؤمنين المؤيد بالله بالخروج إليهم لدفعهم وكف المكروه، فلم يندفعوا وقد ركب معه فرسان وصاح صايح لا يعرف ممن كان ابتداؤه أن الإمام -عليه السلام- أهدرهم فأوقع منهم من حضروا ورجمهم أهل الدور منها، وطعن فيهم أهل الخيل، وقتل منهم أربعة أنفار من خيارهم، وصوبوا كثيرا منهم وأنتهبت من سلاحهم، فحصل في نفس الإمام -عليه السلام- كثيرا، وكان قد وفدوه قبلها مرارا، وهو في كلها يحسن إليهم كثيرا[65/أ] لسالفهم مع والده -عليهما السلام- ولبعد جهاتهم، وكان قد قال لكبرائهم: قد أكثرتم التردد والناس يتناظرون، فلو قلتم كان أحب إلي أو كمال قال، فحصل معه -عليه السلام- لأجل ذلك تعب حتى قال بعضهم أنه رآه يبكي فأرضاهم واحتمل الديات، وبالغ في الإحسان إليهم والإعتذار، فعادوا وقد طابت نفوسهم.

صفحة ٣١٠