81

تحفة الخلان في أحكام الأذان

محقق

محمود محمد صقر الكبش

الناشر

مكتب الشؤون الفنية

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٣١ هجري

وعبارةُ الشَّيخِ الجيليِّ في ((شرحِ التَّنبيهِ)):((أَنَّ الَّذِي رَأَوُا الأذانَ أربعةَ عشرَ صحابيّاً)).

وفي بعضِ الكُتُبِ: ((أنَّهُ رَآهُ سبعةَ عشرَ)).

وروايةُ عبدِ اللهِ بنِ زيدٍ أشهرُها وأحسنُها وأصحُها، قالَ بعضُهُم: ((رؤيا عبدِ اللهِ بنِ زيدٍ الأذانَ في المنام هِي مرتبةٌ من مراتبِ الأنبياءِ؛ لِيُعلمَ أنَّ لأصحابِهِ مراتبَ سائرَ الأنبياءِ)).

فإن قيلَ: إنَّ مستندَ الأذانِ الرُّؤْيا، مَعَ أنَّ الأحكامَ الشَّرعيَّةَ لا تثبتُ برؤيا غيرِ الأنبياءِ عليهمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ؛ لأنَّهُم لا تنامُ قلوبُهم، وإنَّما تنامُ أعينُهم؛ لقولِهِ ﷺ: «نحنُ معاشرَ الأنبياءِ تنامُ أعينُنا ولا تنامُ قلوبُنا»(١)، فرؤياهم حقٌّ، وهِيَ وَحْيٌ.

يُجابُ: بأنَّهُ ليسَ مستندَ الأذانِ الرُّؤيا، وإنَّما وافقَها نزولُ الوحيُ، فالحكمُ ثَبَتَ بِهِ لا بِها، بل بنزولِ القرآنِ كما تَقَدَّمَ.

ويؤخَذُ مِن قولِ عُمَرَ بِنِ الخَطَّابِ ﴾: ((والَّذِي بَعَثَكَ بالحقِّ، لقَدْ رأيتُ مثلَ ما رَأَى))، فهي في معنَى الشَّهادةِ؛ لأنَّهُ ينطقُ على لسانِهِ الحكمةُ والسَّكينةُ.

(١) أخرجَهُ أبو داود (١ / ٥٢) برقم (٢٠٢) والنسائي (٣/ ٢٣٤) برقم (١٦٩٧) والترمذي (٢ / ٣٠٢) برقم (٤٣٩).

81