تحفة الخلان في أحكام الأذان
محقق
محمود محمد صقر الكبش
الناشر
مكتب الشؤون الفنية
الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٣١ هجري
*[أينَ ومَتَى شُرِعَ الأذانُ؟]
الثّالثُ: أنَّهُ وَرَدَتْ أحاديثُ تدلُّ على أنَّ الأذانَ شُرِعَ بمكةَ قبلَ الهجرةِ(١).
مِنْها: ما رَوَاهُ الطَّبرانيُّ من طريقِ سالمٍ بنِ عبدِ اللهِ عن أبيهِ قالَ: ((لمَّا أُسْريَ بِالنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم أُوحَى اللهُ إليهِ الأذانَ فَنَزَلَ بِهِ فعلَّمَهُ بلالاً)).
وفي إسنادِهِ طلحةُ بنُ زيدٍ، وهو متروكٌ(٢).
وللدَّارَقُطْنِيِّ عن أنسٍ: ((أنَّ جبريلَ أمرَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم بالأذانِ حينَ فُرضتِ الصَّلاةُ))، وإسنادُهُ ضعيفٌ(٣).
ولابنِ مردَويهِ عن عائشةَ مرفوعاً: ((لَما أُسريَ بِي أَذَّنَ جبريلُ فظنَّتِ الملائكةُ أَنَّهُ يُصَلَّى بِهِم، فقدَّمَنِي فصلَّيتُ))، وفیهِ
(١)انظر: السيرة النبوية (٢ / ٢٥٣)، والبداية والنهاية (٣/ ٣٣١)، وفتح الباري (٢ / ٩٣)، شرح العمدة ص (٩٦).
قال ابنُ عبدِ البرِّ: والآثارُ المرويَّةُ في الأذانِ وإن اختلفتِ الألفاظُ فيها، فهي متَّفِقَةٌ في أنَّ أصلَ أمرِهِ وبَدْءِ شأنِهِ كانَ عن رؤيةِ عبدِ اللهِ بنِ زيدٍ. الاستذكار (٤ / ١٠).
(٢)أخرجَهُ الطبراني في الأوسط (٩/ ١٠٠) برقم (٩٢٤٧) بلفظ: ((فعَلّمَهُ جبريلُ)) ولعلَّ ما في الأصلِ قد صُحِّفَ مِن قِبَلِ النَّاسخِ، وهو منقولٌ من «فتح الباري» (٢ / ٧٨).
(٣)انظر: فتح الباري (٢ / ٧٨)، وضعفه ابن حجر.
73