تحفة الخلان في أحكام الأذان
محقق
محمود محمد صقر الكبش
الناشر
مكتب الشؤون الفنية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٣١ هجري
عمليات البحث الأخيرة الخاصة بك ستظهر هنا
تحفة الخلان في أحكام الأذان
إبراهيم بن صالح الأحمدي الشامي الدمرداشي (ت. 1149 / 1736)محقق
محمود محمد صقر الكبش
الناشر
مكتب الشؤون الفنية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٣١ هجري
بالفضلِ، ورَفْعِ الدَّرَجَةِ على رؤوسِ الأشهادِ، في عَرَصَاتِ يومِ القِيامةِ، يومَ تُجزَى كلُّ نفسٍ ما كسَبَتْ.
الثَّامنةُ:لا يأكلُهُ الدُّودُ في قبرِهِ، فَقَد أخرجَ الطَّبرانيُّ في (معجمِهِ الكبيرِ) عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: «المؤذِّنُ المحتسِبُ كالشَّهيدِ المتشحِّطِ في دمِهِ، إذا ماتَ لم يدَوَّدْ في قبرِهِ»(١).
قالَ ابنُ عبّاسٍ رضي الله عنه: «ثلاثةٌ يُعفِيهِمُ اللهُ مِن عذابِ القَبرِ: المؤذِّنُ، والشَّهيدُ، والمتوفَّى يومَ الجُمُعَةِ، أو في ليلةِ الجُمُعَةِ»(٢)، فَهُم مِن الَّذِينَ لا يُعذَّبونَ ولا يبْلونَ، ولا تأكُلُ أجسادَهم الأرضُ، وَهُم الأنبياءُ والعلماءُ وحملةُ القرآنِ والمؤذِّنونَ احتساباً.
وَقَدْ نَظَمَ ذلكَ محمَّدٌ بنُ إبراهيمَ التَّتَاي:
لا تأكلُ الأرضُ جسماً للنبي ولا لعالمٍ وشهيدٍ قتلَ مُعتَرك
ولا القارئ قرآنٍ ومحتسبٍ أذانَهُ لإلهِ مُجْرِي الفَلَكْ
التّاسعةُ: أنَّ المؤذنينَ لا يَحْزُنُهُمُ الفزَعُ الأكبر، فقد ثبتَ عن أبي سعيدِ الخُدريِّ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: «إذا كانَ يومُ القيامةِ جِيءَ بكراسِي مِن ذَهَبٍ، يُضرَبُ عليها قِبابٌ من نورٍ، ثم
(١) أخرجَهُ الطبراني في الكبير (١٢ / ٤٢٢) برقم (١٣٥٥٤) بلفظ ((يتشحط)).
(٢) انظر: غمز عيون البصائر (٤ / ٧٣).
63